هانى Admin
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 31
| موضوع: سيرة القديسة بلاجيا الإثنين أغسطس 09, 2010 11:40 am | |
| كانت البتول بلاجيا من إنطاكية /سوريا/ و من أسرة اشتهرت في اوائل القرن الرابع بالغنى و الأخلاق المسيحية العالية وكانت تلك الفتاة ملاكا ارضيا بتقواها وطهارتها و حشمتها يزينها جمال رائع و عقل سديد ورصانة تلطفها نعومة سنها.
ورغب الكثيرون من شبان إنطاكية و من أغنيائها وإشرافها في خطب ودها فأعرضت عنهم لأنها كانت قد عاهدت المسيح الرب على آن تبقي بتولا عروسه له طوال حياتها ولكي لا تغري الشبان بها طرحت عنها أسباب الزينة الجسدية وأخذت للعمل على تزيين نفسها بالكمالات المسيحية
واثار على ايمها الاضطهاد ضد المسيحين على أيام الملك ذيوكلسيانس وكان من عادة بعض الولاة عندما تقع في قبضة يدهم فتيات مسيحيات آن يحكموا عليهن بتعريتهن من الثياب وعرضهن على أنظار المارة في الأسواق العامة آو بطرحهن في بيوت العهارة فريسة للجند البرابرة . ولما كان الولاة يعلمون آن النساء و البنات المسيحيات يفضلن الموت آلف مرة على إذلال عفافهن كانوا ما يلجأان آلي تلك الطرق الوحشية ليحملوهن على الكفر بالمسيح هربأ من عار الذل و الفضيحة.
فلما رأت بلاجيا البتول ان زوبعة الاضطهاد هبت على إنطاكية خافت على عفافها وكانت في الخامسة عشرة من عمرها فلزمت بيتها واحتجبت في مخدعها وتوارت عن الأنظار والأسماع وبدأت تصوم وتصلي وتذرف الدموع لكي يرأف الرب بكنيسته ولكي يكون لها هي ترساً من هجمات أصحاب الفسق و الرذائل.
الا آن والى المدينة لم يحرم أناسا وشوا أليه إذا كانوا يعللون النفس بالظفر بها فأرسل الوالى جنده فأتوها بغتة أحاطوا بمنزلها ودخلوه عنوة أجفلت الغزالة أمام زمرة الصيادين ولكن أين المفر وكيف تفلت من أيديهم ففكرت لحظة وتضرعت آلي ختنها الإلهي يسوع لكي يلهمها آلي طريقة تحفظ بها عفافها فأنار الرب عقلها ورسمت على الفور لنفسها خطة جريئة وقامت تنفيذها.
فطلبت من الجند آن يدعوها ترتدي ملابسها الفاخرة قبل آن تذهب لمقابلة الوالى فسمحوا لها بذلك فدخلت مخدعها ووقفوا على الباب ينتظرونها فنزعت البتول ثياب العبادة والرصانة وتزينت بأبهى زينتها ليوم زفافها الأخير وصعدت بسلم خفية آلي سطح بيتها ورسمت على نفسها إشارة الصليب ثم نظرت آلي السماء كمن يستوحي الله وطرحت نفسها من على فسقطت على الأرض أمام الجند وتهشمت فركض الجند أليها ورفعوها فوجودها جثة هامدة فطار لبهم اعجاباً وغضباً معاً وهكذا فازت الفتاة بإكليل الاستشهاد .
آن الله يدفع احياناً اصغياءه وعذاراه بالهام سماوى منه ليضحوا بذواتهم بأيديهم حبا له وان ما أقدمت عليه بلاجيا بدافع حبها لختنها يسوع وحرصها على نقاوة قلبها و جسمها من اجله لهو من الأعمال المجيدة التي تفردت بها الديانة المسيحية على توالى الأحقاب.
ما أبهى تلك الفتاة الضعيفة بأنوثتها الشريفة ببسالتها آن تلك العذراء تستحق كل مديح لأنها بقيت بتولاً ولانها أضحت شهيدة بين الشهيدات فقد ابت آن تسمح لقاض سافل آن ينظر أليها و يحدق بوجهها لقد احترقت تلك البتول نعيم الحياة فعلينا آن نحتقر نحن ايضاً مسرات الدنيا علينا ان نتمثل بحشمتها وعفافها لكي نضفر إكليل الظفر على اهوائنا علينا آن نضع البسالة مكان الخمول و الضعف.
وانتشرت عبادة بلاجيا في كل البلاد وكانت الشعوب تتراكض الى قبرها وتزدحم حوله طالبة شفاعتها و مكرمة بسالتها . | |
|